العمرة في رمضان تعدل حجة

قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص/249): " واعلم أن مَن عجز عن عملِ خيرٍ وتأسف عليه وتمنى حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر... – وذكر أمثلة لذلك منها -: وفات بعضَ النساءِ الحجُّ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم سألته عما يجزئ من تلك الحجة ، قال: ( اعتمري في رمضان ، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي) " انتهى. ونحو ذلك قاله ابن كثير في التفسير (1/531). وذكر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية احتمالا في "مجموع الفتاوى" (26/293-294). القول الثالث: ما ذهب إليه أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم ، أن الفضل في هذا الحديث عام لكل من اعتمر في شهر رمضان ، فالعمرة فيه تعدل حجة لجميع الناس ، وليس مخصوصا بأشخاص أو بأحوال. انظر: "رد المحتار" (2/473) ، "مواهب الجليل" (3/29) ، "المجموع" (7/138) ، "المغني" (3/91) ، "الموسوعة الفقهية" (2/144). والأقرب من هذه الأقوال – والله أعلم - هو القول الأخير ، وأن الفضل عام لكل من اعتمر في رمضان ، ويدل على ذلك: 1- ورود الحديث عن جماعة من الصحابة ، فقد قال الترمذي: " وفي الباب عن ابن عباس وجابر وأبي هريرة وأنس ووهب بن خنبش " ، وأكثر مروياتهم لا تذكر قصة المرأة السائلة.

405 من حديث: (عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي)

  1. عمرة في رمضان تعدل حجة حديث صحيح
  2. العمرة في رمضان تعدل حجة
  3. الدكتور بدر عبيدات

8/1278- وعنِ ابنِ عباسٍ، رضي اللَّه عنهُما، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ: عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ حجة أَوْ حَجَّةً مَعِي متفقٌ عليهِ. 9/1279- وَعَنْهُ أنَّ امرَأَةً قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ فَريضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ في الحجِّ، أَدْرَكتْ أَبي شَيخًا كَبِيرًا، لاَ يَثبُتُ عَلى الرَّاحِلَةِ أَفَأْحُجُّ عَنهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. متفقٌ عليهِ. 10/1280- وعن لقًيطِ بنِ عامرٍ،  ، أَنَّهُ أَتى النَّبيِّ ﷺ، فَقَال: إنَّ أَبِي شَيخٌ كَبيرٌ لاَ يستَطِيعٌ الحجَّ، وَلا العُمرَةَ، وَلا الظَعَنَ، قَالَ: حُجَّ عَنْ أَبِيكَ واعْتمِرْ. رواهُ أَبو داودَ، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح. 11/1281- وعَنِ السائبِ بنِ يزيدَ،  ، قَالَ: حُجَّ بي مَعَ رسولِ اللَّهِ ﷺ، في حَجةِ الوَداعِ، وأَنَا ابنُ سَبعِ سِنِينَ. رواه البخاريُّ. الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق بالحج والعمرة، الحديث الأول يقول ﷺ: عمرة في رمضان تعدل حجة العمرة مشروعة دائما في كل وقت لما تقدم من قوله ﷺ: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فالعمرة في جميع السنة، وقد اعتمر النبي ﷺ في ذي القعدة أربع عمر، فالمشروع أن يعتمر الإنسان كلما تيسر له، العمرة في جميع السنة وهي زيارة البيت للطواف والسعي والتقصير أو الحلق هذه العمرة، زيارة البيت الشريف البيت العتيق مكة ليطوف بالكعبة ويسعى بين الصفا والمروة ثم يقصر أو يحلق هذه العمرة، وهي في رمضان تعدل حجة وفي رواية: حجة معي عليه الصلاة والسلام دل على فضلها في رمضان وأن لها مزية وخصوصية.

عمرة في رمضان تعدل حجة

س: هل في مانع أن الإنسان يقول: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه؟ الشيخ: لا، يسأله الخير ويعوذ به من الشر، وما له أصل الدعاء، هذا يسأل ربه الخير ويتعوذ به من الخير، يسأل ربه خير ما علم وخير ما قدر، ويعوذ بالله من شر كل شيء، اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، يتعوذ من الشر ويسأل الله الخير. س: هل صحيح أن رابعة العدوية قالت: إني أعبد الله محبة لذاته لا رجاء لجنته ولا خوفا من ناره؟ الشيخ: يحكى عنها هذا، وهذا من جهلها إن صح عنها، هذا من الجهل، الرسل عبدوا الله وخافوا من عذابه ورجوا رحمته وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، لكن لو صح عنها هذا يدل على جهلها وأنها عابدة جاهلة؛ لأن الله يقول في حق الرسل والأنبياء والأخيار إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90]، ويقول سبحانه: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]، ويقول: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110]، وقال تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57] هكذا أولياء الله من الرسل والأخيار يعبدونه إخلاصا له ومحبة ورجاء وخوفا جميعا، الذي ما يخاف الله لا خير فيه لا دين له.

عمرة في رمضان تعدل حجة اسلام ويب

عمرة في رمضان تعدل حجة عمرة في رمضان تعدل حجة معي

الوقفة الثالثة عشرة: عند حصول الخطأ في أداء العمرة أو غيرها من العبادات، فلا تتأخر عن السؤال أو تُهمله، فإن سؤالك هذا من طلب العلم، وأنت مأجور عليه، وفيه تصحيح لعملك، فإن نقاط الفُتيا مبثوثة ومنتشرة في نواحي المسجد الحرام، ولله الحمد والمنة، وذلك عن طريق الهاتف، وجميل أن يكون معك أرقام لبعض أهل العلم؛ حتى تسألهم عن كل ما أشكَل عليك في مكة وغيرها. الوقفة الرابعة عشرة: البعض من الناس قد يذهب لأداء العمرة ويترك ذريَّته بلا رقيب ولا عتيد، وهذا لا شك أنه خطأ تربوي، فهؤلاء الذرية هم أمانة في عُنق وليِّهم، عليه أن يصحبهم ويجتهد في وضع برامج تناسبهم، أما تركهم ولا يعلم عنهم شيئًا إلا مع وجبات الطعام ونحوها، فهذا نقص في التربية، بل إن وجودهم هناك فرصة لتطبيق تلك البرامج المرسومة لهم. الوقفة الخامسة عشرة: على المعتمر أن يحرص على أداء السنن في تلك العمرة، ولا يُهملها سواء في طوافه وسَعْيه، أو غيرهما؛ لأن هذه السنن مُكملاتٌ للعمل، كما أن عليه أن يُشغل لسانه خلال طوافه وسَعْيه بالذكر والدعاء وقراءة القرآن، منوعًا بينها إن خشي الملل والسآمة، فهو في طوافه وسعيه في ساعات الإجابة وأوقاتها، وليستشعر حاله التي هو عليها في هذا اللباس متواضعًا خاضعًا لله ربِّ العالمين، فإنه أحرى وقريب من الإجابة والقبول.

أخي المعتمر، احرِص على الاستفادة من الدروس العلمية في المسجد الحرام خلال مُكثك هناك، فهي مجالس خيرٍ وعلم يزول بها الجهل، ويزيد بها العلم، وحاوِل نفْعَ الآخرين وإرشادهم إذا تاهوا، فإن بعضهم قد يكون لأول مرة يأتي إلى مكة، فكُن مبادرًا وساعِد العجزة والمساكين، فإن الله يكون في عونك، وأكثِر من السلام في ذهابك وإيابك، فإن لك به أجرًا عظيمًا، وحاول المُكث في المسجد الحرام بعد الصلوات وقبلها؛ لتحظى بدعوات الملائكة لك بالمغفرة والرحمة وغيرهما، واعلَم أنك في مكان يتمناه الملايين من الناس الذين عجزوا عن المجيء إلى هذا المكان لظروف صحية أو مالية أو غيرها، فاحمد الله واشكُره، واستثمر وجودك بأنواع الطاعات. تقبَّل الله من الجميع أعمالهم، وأصلَح نيَّاتهم وذريَّاتهم، وإلى حلقة أخرى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.